القائمة الرئيسية

الصفحات

pub-3714699381183573

كورونا تقلب الطاولة مجددا

كورونا تقلب الطاولة مجددا


عودة المغاربة إلى حياتهم الطبيعية بالرغم من أن ظروف تفشي فيروس كورونا المستجد لا زالت قائمة ومعطياته تتجدد على مدار الأيام الأخيرة، التي وإن سجل المغرب بعض المؤشرات الإيجابية خلالها، عاد الفيروس من جديد عودة شبيهة بعودة الفرق التي أنهكتها شراسة الخصم وهجومه خلال الشوط الأول من المباراة، عاد ليقلب الطاولة على مهاجمه ويتسلم مقاليد الفوز والتفشي بسرعة أكبر من سابقتها، لكن هذه المرة ليس  داخل البؤر العائلية والشبه عائلية وتبقى هذه العبارة التي استعملها رئيس الحكومة المغربية عبارة ملغونة تحمل أكثر من دلالة وتقبل أكثر من قراءة واحدة، بل داخل "الوحدات الإنتاجية الوطنية" {ونضع مصطلح الوطنية هنا بين آلاف الأقواس} والخاضعة لمراقبة "لجان صحية خاصة" {بين مئات آلاف الأقواس}، لجان صحية من المفترض كان دورها هو الحرص على مرور المستخدمين من مرحلة أخد العينات وتحليلها داخل المختبرات الطبية من أجل تأكيد أو نفي الإصابة بالفيروس من أجل السماح للمستخدم الولوج إلى مكان عمله داخل الوحدة الإنتاجية، وحتى داخل الوحدة الإنتاجية كان من المفروض على هذه اللجان التي أحدثت في هذه الظروف تنظيم زيارات دورية لهؤلاء المستخدمين والحرص على مراقبة التزام المستخدمين باعتماد وسائل الوقاية والنظافة ومسافة التباعد لحماية نفسه وباقي زملائه و التزام المستخدمين بتوفير هذه الوسائل ومساحة كافية لضمان هذا التباعد، وتوفير وسائل نقل كافية تحمي من الالتصاق الجسدي المستمر طور مسافة التنقل بين الوحدات الانتاجية والأحياء السكنية، وكذلك الحرص على القيام بشكل دوري ومستمر بفحوص للمستخدمين لضمان عدم إصابة أي مستخدم بهذا الفيروس مخافة تدهور حالته ومخافة أن يعدي باقي زملائه.

كانت فرحتنا كبيرة بقرب تخفيف تدابير الحجر الصحي وعودة الحياة العامة بالمغرب إلى طبيعتها نسبيا قبل ظهور هذا الوباء، كما كان شعورنا جد إيجابي لخبر عودة اقتصادنا للانتعاش بعدما كلفته الأزمة خسائر عظيمة لا شك ستكون عواقبها وخيمة على ماليتنا العمومية ومعدل المديونية، وبالتالي ارتفاع مؤشر تبعية بلدنا اقتصاديا لمجموعة من الأبناك والمؤسسات المالية التي ستخرج سيناريوهاتها المعروفة (التقشف والخوصصة والتخلي عن نموذج الدولة الراعية التي كنا نحلم بمأسستها في بلدنا...) غير أن فرحة قلوبنا قد تعكر صفوها بعد ما قدمته لنا معامل لالة ميمونة ومعامل البيضاء وطنجة والقنيطرة خلال أيام هذا الأسبوع الأخير من أرقام تنزع عن المواطن المغربي كل حس بالتفائل أو بنكهة الفوز اللحظي على هذا الفيروس وتضع المغرب أمام الموجة الثانية التي توقعناها في مقال سابق وضعناه بين أيديكم على موقعنا هذا، بسبب استهتار الكيان البرجوازي  بصحة المستخدمين بشكل خاص والمغاربة بشكل عام، محولا مستخدميه لأدوات مسخرة ومحولا نفسه إلى عبد حقيقي لرأس المال ومضاعفته.

إن في التاريخ دروس لننظر إليها ونستشف معانيها، سنة 1918 ضربت الإنفلونزا الإسبانية العالم فأصيب 500 مليون و50 مليون وفاة وكانت أغلب الوفيات في الموجة الثانية نتيجة رفع قيود الحجر الصحي والتباعد الإجتماعي.  إن فيروس كورونا كما هو واضح الآن ليس في فترة خمود أو فناء، بل العكس هو ما توضحه الأرقام التي تصدر عن وزارة الصحة.

وإن كان هذا المقال يأتي تأكيدا للمقال السابق الذي توقعنا فيه ارتفاع عدد الحالات بسبب البؤر الصناعية، لا يفوتنا فيه أن نتوقع تضاعف هذا الارتفاع بسبب الكم الهائل من مرتادي المقاهي والمطاعم والأسواق الكبرى...


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

pub-3714699381183573
pub-3714699381183573