القائمة الرئيسية

الصفحات

pub-3714699381183573

العرب والبربر بشمال إفريقيا.

العرب والبربر بشمال إفريقيا.

لم يكن البربر (أهل شمال إفريقيا المحافظين على عاداتهم وطباعهم، رغم كثرة الفتوحات الأجنبية) قبل دخول العرب إلى بلادهم وطردهم للروم سوى قبائل منتشرة في شمال إفريقا بفروع عرقية مختلفة تشترك العرق البربري (أبرز هذه الفروع الشلوح والطوارق والقبايل) واللغة العريقة الضاربة في القدم وتختلف في الدين والمعتقدات.

وكان تقدم العرب في شمال إفريقيا قد بدأ بزعامة الخليفة عمر ابن الخطاب في السنوات الأولى للهجرة مارا عبر مصر إلى طرابلس وصولا إلى تونس واستمر التقدم في عهد الدولة الأموية حيث اتخدت القيروان في سنة 675م  عاصمة للعرب في شمال إفريقية، ومع ما داق جيش الخليفة من الأمرين في محاربتهم من جهة للروم بقيادة هيرقل ملك الروم الذي ارتأى إيقاف تقدم العرب عبر التوجه إلى قرطاجة بجيشه واتخاد هذه المدينة عاصمة له بدل عاصمة الروم (قسطنطينة) وقبائل البربر بقيادة كاهنة البربر التي كان طموحها تجميع قبائل البربر في دولة البربر الكبرى تكون هي ملكتها، فقد دحر العرب الروم في السنوات الأولى وطردوهم من شمال إفريقيا واستمر دحرهم للبربر زهاء نصف قرن بعد ذلك بسبب صمود البربر مقارنة بأهل مصر التي دخلها عمرو ابن العاص دخولا سالما دون قتال، ولم يتم استقرارهم بشمال إفريقيا إلا ببطء شديد فالبربر لم يتوانو في مقاتلة العرب واسترداد استقلالهم غير مرة بسبب الانتفاضات المتفرقة في الزمان والمكان والتي كانت تشهدها البلاد من قبل قبائل البربر في الجزائر غير أن يقضة أمراء العرب الأغالبة وصحوتهم العسكرية والسياسية كانت لهذه النزعات بالمرصاد.

وقد حكم الأمراء الأغالبة شمال إفريقيا وكان همهم هو الاستقرار والازدهار والتعمير بإفريقها من خلال المزج بين الدم العربي والدم البربري وتوجيه الانتفاضات البربرية التي كانت رغم ذلك لازالت تظهر هنا وهناك، والتي كانت تقض مضجع الأمراء توجيها رشيدا بغية حقن الدماء وتحقيق مزيد من التوسع لصالح دولة الاسلام في البلدان الأجنبية.

وقد وجه العرب قوة البربر الذين كانوا أشد من حارب العرب عبر التاريخ والذين ضلوا مرهوبين لشجاعتهم وميلهم إلى الاستقلال وكثرة حبهم للقتال إلى إرواء غرائزهم في الغارة على إسبانيا، وقد روى ابن خلدون أن الجيش الأول الذي عبر مضيق جبل طارق كان مؤلفا من 12 ألف مقاتل أغلبهم من عرق بربري. فهنئت البلاد في زمن هؤلاء الأمراء بسلام وطمأنينة عظيمين قبل مجيء أعراب الحجاز الفاطميين الذين كانت تقودهم نزعات دينية متطرفة وطموح سياسي كبير بقيادة العبيد المهدي، مؤسس الدولة الفاطمية العبيدية في شمال إفريقيا عاصمتها (مهدية)، وقد تم استقرار أعراب الحجاز ببطء بعد أن اختلطوا بالسكان وزاد عددهم شيئا فشيئا ففرضوا دينهم وعاداتهم ولغتهم على البربر بعد بضعة عقود.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

pub-3714699381183573
pub-3714699381183573