القائمة الرئيسية

الصفحات

pub-3714699381183573

الصيغ الجديدة للتسول على مواقع التواصل الاجتماعي

الصيغ الجديدة للتسول على مواقع التواصل الاجتماعي

منذ أن غزت مواقع التواصل الاجتماعي حياتنا، واكتشف روادها طرق للربح أو الشهرة أو من باب الاكتشاف ليس إلا، حتى سال لعاب أصحاب صفحات الفايسبوك وقنوات اليوتيوب وأصبح ظاهرة تسول الجيمات والإعجابات والمشاركات صفة رسمية لا يتوانى أصحابها في استجداء المارة عن بعد.

الغريب في الأمر أن الظاهرة لا ترتبط بفئة معينة على وجه الخصوص كما هو حال التسول التقليدي، بحيث يكون طلب المعونة نقدا أو سلعة و المتسول غالبا من فئة البؤساء الأقل حظا، بل من بين المتسولون الجدد أطباء وأساتذة ومهندسين وأشباه فنانين، إضافة إلى جماعة روتيني اليومي.

"المرجو النشر على نطاق واسع، ادعموا الصفحة رجاء، لا تنسى الضغط على زر الإعجاب والتقاسم مع الأصدقاء..." كلها عبارات جديدة انضافت إلى قاموس التسول الرقمي بعيدا عن أعين الشامتين، وتقلبات الطقس.

وإذا كانت ظاهرة التسول قد أسالت حبرا كثيرا واستنفذت جاذبيتها كموضوع للنقاش والتحليل في صيغتها القديمة، فإننا بحاجة اليوم ليس فقط إلى تحليل الظاهرة وإنما البداية بإعادة تعريفها من جديد وبحث سبل معالجتها في أفق الحد منها.

لقد أصبح الوضع مقززا ومثيرا للاشمئزاز، فأينما وليت إبهامك إلا وتتقاطر عليك طلبات واستجداءات الإعجاب والمشاركة والدعم في مشهد كئيب لا يختلف أصحابه عمن جعلوا من ضيق الحال ومرض أحد أفراد العائلة أو تراكم فواتير الماء والكهرباء قاموسا لمهنتهم.

حتى لا نكون قساة اتجاه المتسولين الحقيقيين، حيث كثير منهم ربما ضاقوا ذرعا من عدم تكافؤ الفرص عامة أو من مشاكل خاصة  تحول دون قدرتهم على ممارسة أي عمل شريف، في غياب سياسية اجتماعية قادرة على احتواء فئة هي كذلك مواطنة وتذهب لصناديق الاقتراع، فإن المتسولون الجدد أضافوا طعما مريرا لوجبتنا المرة أصلا.

صناع المحتوى داخل هذا الفضاء وجب أن يفهموا أن (منتوجاتهم) تخضع لمبدأ "لي جاه العطش كيقلب على الغراف" بمعنى أنه عندما أحتاج لوصفة طبخ الملوخية التي لا أتقنها سآتي بنفسي باحثا عن شريط الفيديو خاصتك، وإذا كان المحتوي جيد وراقني فطبيعي سأضغط جرس الإنذار.

قد أكون مخطئا في كل ما سبق، أو أنني لم أستوعب جيدا دروس التسويق التي تلقيناها في الجامعة كطلبة للاقتصاد، إن لم يكن كل هذا نظرية تسويقة جديدة على غرار"les quatres P" أو "BCG matrices" استجدت ونحن عنها جاهلون كما أن هناك فئة ضئيلة جدا هي بمتابة حالات شاذة تقوم بأعمال شاقة لنشر المعرفة وتقاسمها دون رغبة في الظهور إلى العلن .

الأستاذ محسن نموس
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

pub-3714699381183573
pub-3714699381183573