القائمة الرئيسية

الصفحات

pub-3714699381183573

فرنسيس بيكون الفيلسوف التجريبي.

 فرنسيس بيكون الفيلسوف التجريبي.


فرنسيس بيكون : 1561-1626

لقد اعتقد فرنسيس بيكون – بوصفه فيلسوفا تجريبيا- أن المعرفة البشرية تبدأ بالتجربة الحسية و يمكن أن تتسع عن طريق ملاحظات وتجارب دقيقة. و من هنا لابد أن تبدأ الاستدلالات ببطء و بعناية، فلا ينبغي أن نقفز فجأة من وقائع قليلة إلى تعميم سريع. و لا ينبغي أن نترك شيئا دون أن نضعه في الاعتبار.

لقد رأى بيكون أن الفلسفة لابد أن تنبني على أسس صلبة، مثل الأسس التي يمكن للعلم الطبيعي وحده أن يقدمها، و رأى أن المنطق يحدد الطريق الذي يستطيع العلماء أن يصلوا بواسطته إلى اكتشافات، و يمدوا الفلسفة بمادة التفسير.

و يميز بيكون بين أربعة أنواع من الأوهام، أو الأخطاء، التي تلازم عقول الناس و تعوق سعيهم إلى الحقيقة و بحثهم عنها.

أول هذه الأوهام هي أوهام القبيلة: و هي أوهام طبيعية بالنسبة إلى البشرية عموما، فقد زعم الإنسان باطلا أن مستوى الأشياء (مقياس لجميع الأشياء) و العكس هو الصحيح لأن إدراك الإنسان العقلي و الحسي تصوير لنفسه و ليس تصويرا للكون. إن أفكارنا صور عن أنفسنا أكثر من كونها صورا للأشياء.

ثانيا أوهام الكهف: وهي خاصة بكل إنسان فرد، لأن كلا منا يعيش في كهف صغير، أو يعيش في مغارة خاصة و له طريقة خاصة في التفكير، ترجع إلى الوراثة، و التربية، و العادات، و الظروف...

ثالثا أوهام السوق:  التي تنشأ من التجارة و اجتماع الناس بعضهم ببعض. لأن الناس يخاطبون بعضهم بعضا عن طريق اللغة التي فرضت كلماتها على الناس وفقا لعقلية أهل السوق و العامة من الناس، حيث ينشأ عن سوء تكوين هذه الكلمات و مواقفها تعطيل شديد للعقل.

رابعا أوهام المسرح:  التي تتسرب إلى عقول الناس من معتقدات الفلسفات المختلفة، و من قوانين البرهان الخاطئ.
وأخيرا، إن مشاكلنا و مصاعبنا ناجمة عن الاستنتاجات التي تحول بيننا و بين الوصول إلى الحقيقة. إننا لا نتحول إلى حقيقة جديدة، لأننا نأخذ بعض القضايا أو الآراء كقضايا مسلم بها، و لا نزاع فيها،  مع أن هذه القضايا أو الآراء عرضة للسؤال و الخطأ.

أشهر أقواله:

1/ لا تطلب وقوع الأشياء كما تختارها بل اخترها على أساس حدوثها كما تقع لكي تعيش في نجاح.
2/ يجب أن يقدم الشخص نفسه في جميع الأوقات لا كل نفسه في وقت من الأوقات.
3/ سأقدم مديحي للعقل نفسه، العقل هو الإنسان، والمعرفة هي العقل، وليس الإنسان إلا ما يعرف.
4/ ففي الكتب نتحدث مع الحكماء وفي الأعمال نتحدث مع الأغبياء، ذلك إذا كنا نحسن اختيار كتبنا: بعض الكتب تذاق،  بعضها تبلع، وبعضها تمضغ. وجميع أنواع هذه الكتب تشكل بلا شك قطرة صغيرة جدا من شلالات الحبر و بحاره التي يغتسل فيها العالم.


  بقلم : ذ. شرف الدين 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

pub-3714699381183573
pub-3714699381183573