القائمة الرئيسية

الصفحات

pub-3714699381183573

كن متسامحا تكن أجمل

pub-3714699381183573
 لطالما وقعنا في فخ الخيانة والغدر سواء عن قصد أو بدون قصد، إما فاعلين أو مفعول بنا، لا فرق في ذلك، فالفعل ثابث ونتائجه متجلية أمامنا، نتائج تتمثل في الكره والحقد والقطيعة. أغلبنا لا يستطيع أن يسامح إذا ما كان يلعب دور الضحية أما إذا كان هو الجاني فتجده يستدل بجميع أقوال الفلاسفة الذين يناصرون حرية الفكر والرأي ويحاول مقاربة خيانته بأقوالهم. 

 وقبل القطيعة يعد الضحية عدوه الجاني بأنه لن يسامحه ما حيا على وجه الأرض ويحلف على ذلك بأغلض الأيمان، ويخيل إلينا أن مسامحة الضحية للجاني سيكون انتصارا وراحة للجاني، بينما الواقع عكس ذلك غالبا فهي راحة للضحية وانتص ار لها. يجب أن على الضحية أن يسامح من أخطأ في حقه وآذاه سابقا يسامحه ويرد تحيته إن حياه بكل طلاقة كما لو أنه لم يخدش أي شيء فيه سابقا، حينها سيتأكد الجاني أن لا ذكرى بقيت منه في ذهن الضحية، لا يشغل أي مساحة من تفكيره بعد الآن، سيستاء أكثر من استيائه لعدم مسامحته، سيستاء لأنه أصبح شخصا شفافا في وجوده الواسع، فهو لا يقبل أن يكون حدثا عابرا أو شخصا شفافا في حياته.

 وإن لم يستطع أن يسامح ويتجاوز عليه أن يتضاهر بذلك، إن  مسامحة الضحية للجاني هو بالفعل شيء غريب وغير منطقي إذا ما نظرنا إلى ذلك للوهلة الأولى مثل أول سيجارة يدخنها المدمن بدون سبب فقط للتظاهر بشيء ما, لكن مع الوقت تغدو شيئا ضروريا لبداية يومك، كذلك مسامحته الأولى لهم، ستبدو بدون سبب وغير عقلانية لكن تأكد أنه حين سيتعامل معه كذلك سترى في عيني الجاني كرها شديدا أكثر من كرهه السابق، سيراه قويا لأنه لا يبالي به، سيزيده ذلك قوة وانبهارا بنفسه، ثم سيتعود على تجاهل كل أعداءه القدامى ولن يقيم لهم وزنا في حياته.
pub-3714699381183573
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات